كنز من كنوز القرآن
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها"،فهل ترضي أن تغادري صلاتك وقد كتب لك نصفها أو ربعها أو ثمنها؟
"تعالي معا إذا لنقرأ سورة الفاتحه سويا ونتدبر في آياتها ومعانيها
من روعة السورة أن كل سور القرآن متسلسلة في معانيها وأهدافهاورسائلها،فهي مرتبطة بما قبلها ولا يصح أن تربط الا بالسورة التي جاءت قبل أية سورة لوجدت المعنى متصلا بل متكامل أيضا .لذالك فإننا نبدأ صلاتنا بالفاتحة
ثم تقرأ أي سورة بعدها ويبقى المعنى متصلا مهما كانت السورة..بالعامية للتوضيح_مثلا:قرأت سورة الفاتحه وبعدها مباشرة أي سورة من سور القرآن فالمعنى متصل غير ناقص لأن سورة الفاتحة شملت معاني سور القرآن كلها(
سبحان الله)،وهي السبع المثاني وقد سميت بذالك لكثرة تكرارهاوهي أم القرآن ، والوافية، والكافية ،والشافية..
لذالك كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان يقرأ الفاتحة آية آية ويسكت فيها بين الآية والأخرى ،وحين سئل عن سبب سكوته قال:"لأستمتع برد ربي"
فالفاتحة هي جواز سفر المرء لفهم القرآن والبطاقة الشخصية للدخول إلى مناجاة الله والأنس برحابه.
لسورة الفاتحة خصوصية تميزها،وهي إنها خالية من كل أحكام التجويد الصعبة وذالك لكي تيسر القراءة للجميع حتى لمن لا يتحدث العربية.
لو أردت يوما أن تصلي وشعرت بعدم الخشوع ‘فاعلم ان هناك نعمة لم نتذكرها ،ولو عرفت كيف ((تقول الحمد لله)) جيدا لكان تذكرك لكل نعمة من نعم الله يجعلك تخشعين في صلاتك.اجعلي لكل ركعة من الركعات
نعمة تتفكر بها وتشكر ربك عليها ،من نعمة الإسلام والإيمان،إلى نعمة القرآن ،إلى ارسال النبي صلى الله عليه وسلم،إلى المال والصحة،إلى نعمة النظر والسمع..((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها))
ولفظة ((العالمين)) تدل على معنى لطيف ،فالفاتحة_وهي أول سور القرآن _قد ابتدأت ب((الحمد لله رب العالمين)) ،بينما أخر سورة في القرآن (سورة الناس) قد انتهت بقوله تعالى ((من الجنة والناس))
وحين تقرئين((الرحمن الرحيم))تذكر رحمة الله بعباده،وإن شملت الدنيا والآخره،فتطلب منه الرحمة وتخشع في صلاتك.
وحين تقرئين((مالك يوم الدين)) تذكر يوم القيامة وأهوالها’وتطلب من ربنا أن يخفف عنك تعب ذالك اليوم وتخشعين في صلاتك.
وحين تقرئين((إياك نعبد وإياك نستعين))اسشعري عند كلمة ((إياك))أن الإخلاص يتجدد في قلبك كل يوم’أنه لامعبود إلا الله ولا معين إلا الله ،فتخشعين في صلاتك.
يقول ابن القيم :إن الله تعالى قد أنزل كتب جمع معانيها في ثلاثة كتب:التوراة والإنجيل والقرآن ،وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن،وجمع معاني القرآن في الفاتحة،وجمع معاني الفاتحة في((إياك نعبد وإياك نستعين))
هذه الآية مقسمة إلى قسمين:كلاهما ضروري في الإسلام:عبادة الله تعالى أي ممارسة الشعائر((إياك نعبد))،((وإياك نستعين))الاستعانه بما خلق الله في هذه الأرض وتسخيرها للنجاح في الحياة ولإدارة الأرض وفق منهج
الله تعالى،إذن الإسلام يأمر بالتوازن بين الأمرين.
إن هذه الأيه جمعت كل كتب الله المنزلة-فلا تمرين عليها مرور الكرام بل اجعليها عنوان حياتك وجددي معانيها في قلبك كلما تقرئينها .
وحين تقرئين((اهدنا الصراط المستقيم))_اسشتعري أنه ليس من يهديك إلى صراط الدنيا ويثبتك عليها إلا الله ،وليس لك من يهديك إلى صراط الآخرة ويثبت قدمك عليه لتجتازيه إلا الله،فيزيد قربك منه ورجاؤك لرحمته وخوفك
من عذابه فخشع في صلاتك
وكلما تقرأ((صراط الذين أنعمت عليهم))تذكر من أنعم الله عليهم من قلبك سيدناإبراهيم عليه السلام وآدم ونوح وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ،وادع الله تعالى أن يهديك إلى طريقهم وباقي الصحابه والصحابيات رضوان الله عليهم جميعا.
وحين تقرئين ((غير المغضوب عليهم))فتذكر أعداء الإسلام والكفار عبر الأزمان الذين حادوا على هذا الصراط فضلوا وغضب الله عليهم.
تعلمنا السورة أيضا أن أمتنا أمة واحدة ..نجد كل ألفاظ المخاطبة والدعاء في السورة جاءت بصيغة الجمع فلا بد أن نقول ((اهدنا))و((إياك نعبد))و((إياك نستعين)) وكلها بصيغة الجمع ،حتى يعرف المرء أنه ضمن
أمة واحدة وأنه ليس وحيدا في هذا الكون
[/center]
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا الفرقان مثلها إنها السبع المثاني"
رواه الامام أحمد
جمعته من كتاب خواطر قرآنيه