بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ….
إن من أبرز أصول أهل السنة والجماعة الاهتمام بسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)
حفظا ورعاية ، ولما كان القرآن أصل الدين ومنبع الصراط المستقيم ومعجزة النبي (صلى الله عليه وسلم) العظمى ، كانت السنة بيانا للقرآن وشرحا لأحكامه وبسطا لأصوله وتماما لتشريعاته ، فمتى ثبتت السنة من الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فهي تشريع وهداية واجبة الإتباع ولذا كان لزاما على أهل الحق حفظ السنة وإحياؤها ونشرها فإنها من وحي ربنا القائل (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ) ….
وإن من حفظ سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) محاربة البدعة وأهلها ، فعن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: (الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ) ….
واعلم أنه من اعتصم بسنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) كانت سبيلا إلى نجاته ، قال الزهري (رحمه الله تعالى)
الاعتصام بالسنة نجاة) ومن الاعتصام بها حبها وحب من يحملها قال أيوب السختياني(رحمه الله تعالى) (إني اخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني افقد بعض أعضائي) …
وينبغي لنا ألا نكون إلا حيثما تكون سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) فهي الضياء الذي يبصر به أهل الحق طريقهم . قال الأوزاعي (ندور مع السنة حيث دارت )
فلا تغتر أيها الحبيب بقلة الساكين ولا بكثرة الهالكين فالعبرة باتباع الحق ولو قل المتبعون ، قال سفيان الثوري (استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء)
حفظنا الله بحفظ دينه والله الموفق …