بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز يا من لا يشهد صلاة الفجر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فمن منطلق التواصي على الخير ابعث إليك أخي هذه الرساله وكلي رجاء أن تجد قلباً للخير مفتوحاً وأذناً لكلمة الحق سامعةً ، ولولا طمعي في حسن استجابتك للحق لما كتبت إليك حرفاً واحداً. أخي الكريم لماذا غيابك عن صلاة الفجر وأنا متيقن إن شاء الله انك محافظ على الصلوات جماعةً في المسجد ، وهذا كافي في تأكيد حقك ، وأنا على ثقة من معرفتك بحقها ، وعظيم شأنها وأن أدائها مع الجماعة يبرئ ساحة المرء من النفاق ، ويستحق جزاء عليها الجنة ، بنص كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( من صلى البردين دخل الجنة)ويمنحه وعدا ًبالنجاة من النار لقوله صلى الله عليه وسلم (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )- يعني الفجر والعصر - هذا مع كونه في ذمة الله وحفظه لقوله صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح في جماعه فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء) . وصلاة الفجر هي الصلاة التي من صلاها في جماعه كان كمن صلى الليل كله ، قال عليه الصلاة والسلام
من صلى العشاء في جماعه فكأنما قام نصف الليل ،ومن صلى الصبح في جماعه فكأنما قم الليل كله)وهي التي تشهدها الملائكة لقوله تعالى (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ) . ولعظم أمرها ،وشدة خطرها. كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تنتابهم الظنون السيئة بمن تخلف عنها ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا إذا افتقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن ، ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً .فالبدار البدار -أخي المسلم- لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ،وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور . أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامها وقت الفجر لاتعدل ضمة من ضمات القبر ، أو زفرة من زفرات النار ،يأكل المرء بعدها أصابعه ندماً ابد الدهر ، يقول تعالى
رب ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت ). فتباً للذة تعقب ندماً ، وراحة تجلب ألماً. أيها الأخ الفاضل: تذكر نعمة الله التي تتوالى تباعا ًعليك وانظر في حال قوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والإحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جوعاً ، ويتلوون ألماً ، وأنت هنا آمن في سربك ، معافى في بدنك ، عندك قوت عامك ،فاحذر أن تسلب هذه النعمة بشؤم المعصية ،والتقصير في شكر المنعم جل وعلا. أخي : هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لاتقوم بعدها إلا في ضيق القبر . فاستعد الآن ،ما دمت في دار المهلة ، وأعد للسؤال جواباً، وليكن الجواب صواباً. نسال الله أن نكون ممن يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ، وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته